التخلص من الإدمان على النيكوتين

إن الإدمان على التبغ والنيكوتين هو مرض مزمن يمكن أن ينطوي على الإدمان البدني والنفسي والاجتماعي.

 لكن من الممكن تغيير العادات التي تعلمها الإنسان مسبقًا والتخلص من الإدمان، وهو شيء ممكن للجميع، على الرغم من أن الإقلاع عن التدخين أسهل بالنسبة لبعض الناس وأصعب لبعضهم الآخر. فيما يلي الأعراض الأكثر شيوعاً لإدمان النيكوتين:

  • رغبة قوية في استخدام منتجات النيكوتين.
  • تمجيد و تجميل صورة استخدام منتجات النيكوتين.
  • التوتّر والقلق في حالة عدم توفر النيكوتين.
  • الاستخدام القهري لمنتجات النيكوتين.
  • إنكار الإدمان.
  • تقلبات في المزاج.
  • فقدان الشهية.
  • الأرق.
  • مجرد التفكير بالإقلاع عن التدخين يسبب القلق والتوتر.

الإدمان البدني على النيكوتين يعني أن يكون لدى الشخص كمية كافية من النيكوتين في جسمه باستمرار، وإلا فسوف يصاب بأعراض الانسحاب بسبب نقصه.

يسبب النيكوتين في المرات الأولى أعراض التسمّم، مثل الغثيان، لكن يعتاد الجسم على النيكوتين بسرعة. ومع زيادة تحمّل الجسم للنيكوتين، يصبح هناك حاجة إلى جرعة أكبر وأكبر من النيكوتين للحصول على نفس التأثير. قد يدخن الشخص الذي بدأ منذ فترة طويلة 20-30 سيجارة يوميا، ولكن يمكن للجرعة المعادلة من النيكوتين أن تسبب أعراض التسمم بالنيكوتين لدى غير المدخن.

يسبب التعرض المتكرر لدخان السجائر وكميات كبيرة من النيكوتين تغيرات في الخلايا العصبية في الدماغ. يتغير الدماغ بتأقلمه لاستقبال الجرعات و”يحتاج” إلى جرعات متزايدة من النيكوتين. تتغير بنية الدماغ بشكل دائم عندما يتم تكوين المزيد من مستقبلات النيكوتين وتتغير خصائصها. ولهذا السبب، يمكن للمدخن الذي لم يدخن لسنوات أن يصبح مدمنًا بعد سيجارة واحدة فقط.

يمكن أن يؤدي استخدام منتجات النيكوتين إلى الإدمان النفسي، حيث يتم استخدامها كوسيلة للتحكم بمشاعره وكوسيلة لتجنب المواقف غير السارة أو لتخفيف التوتر.

90 دقيقة فقط بدون تدخين يمكن أن تؤدي إلى أعراض الانسحاب، والتي يمكن تخفيفها عن طريق التدخين. بهذه الطريقة، فإن الطريقة النفسية لرد الفعل يتبعها تعزيز إيجابي جسدي وشعور قصير بالمتعة. من السهل نسيان المخاطر الصحية.

بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين أصبحوا مدمنين على منتجات النيكوتين، هناك عامل اجتماعي يلعب دورًا. يتم تحفيز استخدامهم للنيكوتين من خلال صحبة أشخاص آخرين ومواقف اجتماعية مختلفة، بدءًا من فترات الراحة في العمل وحتى الحفلات.

قد يكون من الصعب الإقلاع عن التدخين إذا كان الأشخاص من حولك ما زالوا يستخدمون النيكوتين. كما يستغرق الأمر وقتًا لتكوين عادات جديدة والالتزام بها وتعلم كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية دون النيكوتين.

ليست كل مكونات وآثار دخان التبغ معروفة. يمكن إضافة مكونات مختلفة إلى نباتات التبغ المزروعة في بلدان مختلفة ومنتجات التبغ النهائية أثناء الإنتاج. لا تحتوي علب السجائر على قائمة مكونات توضح محتوياتها بدقة.

 في أغلب الأحيان، يحتوي دخان التبغ أو السجائر على المكونات التالية:

  • الأمونيا. تعمل الأمونيا على زيادة امتصاص الجسم للنيكوتين عن طريق تغيير درجة الحموضة في الجهاز التنفسي. تعرف الأمونيا عادة كمكون من مواد المنظفات المنزلية.
  • الأسيتون، ويُعرف الأسيتون عمومًا بأنه مزيل للطلاء، أي أنه مذيب عضوي.
  • الزرنيخ، ويُعرف الزرنيخ عمومًا بأنه مبيد حشري.
  • البنزين، هو سائل عطري متطاير، يؤدي تناوله بتركيزات عالية إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالسرطان، وهو سرطان الدم الأكثر شيوعًا. يشيع استعمال البنزين في صنع المتفجرات والمطاط الصناعي والنسيج والمنظفات.
  • البنزوبيرين، هو مادة مسببة للسرطان وتنتج عند الاحتراق غير الكامل، على سبيل المثال عند الشواء على نار مفتوحة (الأجزاء السوداء من النقانق)، وفي حركة المرور وحرائق الغابات.
  • البيوتان، هو سائل اشتعال يستعمل في مواقد التخييم ومواقد الغاز على شكل غاز مسيّل.
  • الكادميوم، هو عنصر يتوفر عادة في بطاريات السيارات.
  • دي دي تي، تُعرف مادة الـ دي دي تي كمبيد حشرات محظور في معظم البلدان. يقتل ببطء لأنه يتراكم في الكبد والكليتين ويؤثر ببطء على جهاز الغدد الصماء.
  • الفورمالديهايد، ويُعرف عمومًا بأنه مادة حافظة للجثث.
  • أول أكسيد الكربون،غاز سام يتكون عادة من الاحتراق غير الكامل للخشب.
  • الميثانول، يستعمل عادة في وقود الصواريخ.
  • النفتالين، هو السم المستعمل في كرات النفتالين، والذي يتم امتصاصه أيضًا من خلال الجلد. يسبب التعرض للنفتالين على المدى الطويل للسرطان وفقر الدم.
  • النيكل بأشكاله المختلفة هو من المواد الضارة بالصحة وتسبب الحساسية بسهولة، لذلك يكون استعمال النيكل محدودًا، خاصة في الأزرار والمجوهرات. النيكل الغازي هو مركب يقتل حتى بجرعة صغيرة. يعرّ استنشاق غبار النيكل الجهاز التنفسي للإصابة بالسرطان.
  • التيتان، يستعمل التيتانيوم عادة في صناعة الطائرات.
  • التولوين، مذيب مزعج وقابل للاشتعال للغاية. يستخدم بشكل شائع في أحبار الطباعة والمواد اللاصقة والمخففات والورنيش.
  • سيانيد الهيدروجين، يُعرف بأنه غاز قاتل، وكان يُستعمل في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية.

النيكوتين مادة شديدة الإدمان يتم امتصاصها بسرعة من الرئتين إلى مجرى الدم.
النيكوتين مادة سامة وصافية اللون وعديمة الطعم وقلوية تتفاعل مع مستقبلات النيكوتين لدى الإنسان. توجد مستقبلات النيكوتين في كل مكان في الجهاز العصبي المركزي وفي الجهاز العصبي المحيطي، ولكن بشكل خاص في منطقة المهاد في الدماغ. يلتصق النيكوتين بالمستقبلات، ويتم إطلاق العديد من المواد المنتجة للنشوة (الدوبامين والإندورفين).

يتم امتصاص النيكوتين من الرئتين إلى مجرى الدم بسرعة. تستطيع جزيئات النيكوتين الوصول إلى الدماغ في غضون ثوانٍ. يتم استقلاب النيكوتين في الكبد ويطرح في البول عن طريق الكلى.

ينخفض تركيز النيكوتين في الجسم بسرعة كبيرة، لأنه لا يتبقَّ بعد حوالي ساعتين إلا 50٪ فقط من كمية النيكوتين التي يتم الحصول عليها عن طريق التدخين (نصف عمر النيكوتين). وهذا ما يسبب إدمان النيكوتين، حيث يحتاج الجهاز العصبي المركزي إلى جرعة مناسبة من النيكوتين ليعمل بشكل طبيعي. يؤدي نقص النيكوتين إلى ظهور أعراض الانسحاب حتى يعتاد الدماغ على العمل بدون النيكوتين.

للنيكوتين آثار سامة حادة إذا تم ابتلاعه أو إذا لامس الجلد أو العينين بكميات كبيرة. تشمل أعراض التسمم بالنيكوتين الغثيان والقيء والصداع والرعشة. بالإضافة إلى ذلك، قد تشمل الأعراض عند تناول جرعات كبيرة انخفاض ضغط الدم وارتفاع أو انخفاض أو عدم انتظام النبض وصعوبات في التنفس.

أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن النيكوتين يقتل ويغير الخلايا في تلك المناطق من الدماغ المرتبطة بالسلوك والذاكرة والتعلم. وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أيضًا أن النيكوتين يساهم في تطور السرطان.

تأثيرات الإقلاع عن النيكوتين

  • ساعتين: التدخين يزيد من معدل ضربات القلب. يبدأ معدل ضربات القلب بالانخفاض إلى مستواه الطبيعي بعد 20 دقيقة من التدخين، ويصل إلى مستواه الطبيعي بعد حوالي ساعتين من التدخين.
  • اليوم الأول: يختفي أول أكسيد الكربون، من الجسم بشكل شبه كامل.
  • اليوم الثاني: يختفي النيكوتين من الجسم بشكل شبه كامل، وتبدأ حاسة الشم والتذوق في التحسن.
  • أسبوعين: يتحسن عمل أعضاء الدورة الدموية والرئتين. يزداد الأداء البدني.
  • 1-2 أشهر: يقل السعال والبلغم.
  • 2-3 أشهر: تتحسن وظيفة الرئة بشكل ملحوظ.
  • نصف سنة: تخف أعراض القلق والاكتئاب. يخفف الإقلاع عن التدخين من أعراض القلق والاكتئاب بنفس فعالية الأدوية المخصصة لهذه الأعراض.
  • 1-2 سنة: ينخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
  • 3-6 سنوات: ينخفض خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي إلى النصف.
  • 5-15 سنة: ينخفض خطر الإصابة بسرطانات الفم والبلعوم والحنجرة إلى النصف.  ينخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى نفس مستوى غير المدخنين. ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف.
  • 20 سنة: ينخفض خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي إلى نفس المستوى تقريبًا مثل أولئك الذين لم يدخنوا مطلقًا.

تأثيرات أخرى

  • يمكن رؤية تأثيرات الإقلاع عن التدخين بسرعة كبيرة في هيئة الشخص. عندما يتوقف النيكوتين عن تضييق الأوعية الدموية السطحية للجلد، يتم تنشيط الدورة الدموية للبشرة الرمادية والشاحبة ويتم استعادة اللون الفاتح الطبيعي.
  • يعتبر إنعاش النفس ورائحة الشعر من التأثيرات الفورية إلى حد ما.
  • يرتفع تركيز الكولسترول الجيد (HDL) بسرعة بعد الإقلاع عن التدخين، علمًا أن زيادة الوزن المحتملة المرتبطة بالإقلاع لا تزيل التأثيرات الإيجابية على قيم الكوليسترول.
  • يمكن الوقاية من مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) تمامًا عن طريق الإقلاع عن التدخين قبل سن 30-40 سنة من العمر. وبالنسبة لأولئك المرضى بالفعل، يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى إبطاء تطور المرض بشكل كبير.
  • يتحسن ضعف الانتصاب لدى كل رابع شخص يقلع عن التدخين.
  • يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم المرتبط بعدوى فيروس الورم الحليمي.
  • يعيد الإقلاع عن التدخين في سن الثلاثين خطر الوفاة إلى مستوى غير المدخن تقريباً. الإقلاع عن التدخين حتى في سن الخمسين يخفض خطر الوفاة إلى النصف تقريبًا.
  • يقلل الإقلاع عن التدخين من الحاجة إلى العديد من الأدوية. فمن بين الأمور الأخرى، قد تنخفض الحاجة إلى الأدوية النفسية والآثار الجانبية المحتملة.
  •  يحسّن الإقلاع عن التدخين من صحة الفم بشكل كبير. فهو يقلل، على سبيل المثال، من خطر التغيرات المخاطية وسرطان الفم، ويقلل من فقدان الأسنان ويحسن الاستجابة الصحية والعلاجية للأنسجة المجاورة للسن، أي اللثة.